ولم يجئ مهادا أعني آلاولا ... لابن نجاح إذ سواه نقلا
أخبر عن الشيخين بحذف ألف:"حرام". الواقع في "الأنبياء"، وألف:"وهل يجازى"، و"مهادا". المنصوب حيثما وقع إلا أن أبا داود لم يذكر الأول من لفظ:"مهادا".
أما "حرام" الأنبياء ففيها: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ} ١، وقد قرأه حمزة والكسائي وشعبة بكسر الحاء، وإسكان الراء بلا ألف، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو:{وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً} ٢ فإن ألفه ثابتة.
وأما:"وهل يجازى" ففي "سبأ": {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} ٣، وقد قرأه حمزة والكسائي، وحفص بنون مضمومة، وكسر الزاي بعدها ياء واتفقت قراءة السبعة على إثبات الألف فيه، وقرئ شاذا بياء مضمومة وجيم ساكنة وزاي مفتوحة بعدها ألف، وزيادة الناظم:"هل" مع: "يجازى" للإيضاح إذ لم يقع: "يجازى" إلا في الموضع المذكور.
وأما "مهادا" ففي "طه": {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً} ٤، وهذا هو الأول الذي سكت عنه أبو داود، وفي:"الزخرف" مثله وفي: "النبأ": {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} ٥. وقد قرأ الكوفيون الأولين:"مَهْدًا"، بفتح الميم وإسكان الهاء من غير ألف، واحترز بقيد التنوين مع النصب عن الخالي من ذلك القيد نحو:{فَبِئْسَ الْمِهَادُ} ٦ فإن ألفه ثابتة، والعمل عندنا على حذف ألف:"مهادا"، المنصوب حيثما وقع، وإذ من قوله:"سواه" ظرف بمعنى حين خال عن التعليل معمول "ليجئ" وسواه معمول لنقل، وقال: بعضهم هكذا يجري على الألسنة والرواية، و"سواه": بالواو "انتهى"، وفاعل "نقل" ضمير يعود على ابن نجاح والألف المتصلة "بنفلا" ألف الإطلاق كألف الأول.
ثم قال:
وعنهما في فارغا واداراكا ... وفي حذاذا قد أتت كذلك
١ سورة الأنبياء: ٢١/ ٩٥. ٢ سورة الحج: ٢٢/ ٢٥. ٣ سورة سبأ: ٣٤/ ١٧. ٤ سورة طه: ٢٠/ ٥٣. ٥ سورة النبأ: ٧٨/ ٦. ٦ سورة ص: ٣٨/ ٥٦.