وفي الغاشية:{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَة} ١، وهو متعدد ومنوع كما مثل، والعمل عندنا على الحذف في "زكية"، و:"غاشية"، المذكورين، وقوله:"الخبائث"، عطف على "النون"، في البيت السابق، بتقدير مضاف، أي: ثم ألف الخبائث، وحذف:"زاكية"، مبتدأ حذف خبره، أي وارد.
ثم قال:
يستأخرون غاب أو انحضرا ... بغير الأعراف وكل ذكرا
بمنصف.............. ... ........................
أخبر عن داود بحذف ألف:"يستأخرون"، سواء كان غائب، أي: مفتتحا بياء الغائب أو حاضرا، أي: مفتتحا بتاء المخاطب، إلا الواقع في سورة:"الأعراف"، فإن أبا داود سكت عنه، ثم أخبر عن صاحب "المنصف" بحذف جميع ألفاظه في: "الأعراف"، وغيرها.
أما في الذي في "الأعراف"، وهو الذي اختص صاحب:"المنصف"، بحذفه فهو:{فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} ٢.
وأما الواقع في غيرها وهو المحذوف لأبي داود وصاحب:"المنصف" ففي "يونس": {إِذَا جَاءَ أجَلُهُمْ فلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} ٣.
وفي سبأ:{قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ} ٤، وهو متعدد، ووصف الناظم للفعل بالغيبة والحضور مجاز والموصوف به حقيقة من الفعل له.
والعمل عندنا على الحذف في:"يستخارون"، سواء كان مفتتحا بالياء أو بالتاء في "الأعراف"، وفي غيرها، وقوله:"يستأخرون"، عطف على:"غاشية"، وأن في قوله:"أو أن حضرا"، زائدة وبصح في همزتها الفتح والكسر، والألف في:"حضرا"، و"ذكرا"، للإطلاق
١ سورة يوسف: ١٢/ ٧. ٢ سورة النحل: ١٦/ ٦١. ٣ سورة يونس: ١٠/ ٤٩. ٤ سورة سبأ: ٣٤/ ٣٠.