أما الأول فهو:{وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ} ١، واحترز بقوله: في "الأنفال" عن: "الميعاد"، الواقع في غيرها، فإن ألفه ثابتة نحو:{إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} ٢ في "الرعد"، و"الزمر"، ومثله، في:"آل عمران"، وهو خارج عن الترجمة لتقدمه عليها، والفرق بين ما في "الأنفال"، وغيره أن ما في "الأنفال"، ميعاد من المخلوق وهو قد يختلف، فناسبه الحذف بخلاف ما في غير "الأنفال"، فإنه: ميعاد من الخالق تعالى، وهو لا يتخلف فناسبه الإثبات.
وأما الثاني وهو "الأشهاد" ففي "هود": {وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ} ٣.
وفي "غافر": {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} ٤، والعمل عندنا على ما لأبي داود من حذف "الأشهاد" في الموضعين.
ثم قال:
وباسط في الكهف والرعد معا ... ثم بها القهار أيضا وقعا
أخبر عن أبي داود بحذف ألف:"وباسط"، في سورتي:"الكهف"، و"الرعد" ألف القهار في "الرعد" أيضا.
أما "باسط"، الواقع في "الكهف" فهو: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} ٥.
وأما:"باسط"، الواقع في:"الرعد"، فهو:{لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} ٦، وذكر السورتين ليس قيدا بل بيان، وإيضاح إذ لم يرد:
"باسط"، محذوفا عن أبي داود إلا في الموضعين المذكورين.
وأما الذي في:"العقود"، فألفه ثابتة، وهو خارج عن الترجمة لتقدمه عليها.
وأما "القهار" في "الرعد" ففي قوله تعالى: {وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار} ٧، وقيده
١ سورة الأنفال: ٨/ ٤٢. ٢ سورة الرعد: ١٣/ ٣١. ٣ سورة هود: ١١/ ١٨. ٤ سورة غافر: ٤٠/ ٥١. ٥ سورة الكهف: ١٨/ ١٨. ٦ سورة الرعد: ١٣/ ١٤. ٧ سورة الرعد: ١٣/ ١٦.