٦ - وقولهم: كالمُسْتَجِيرِ من الرمضاءِ إلى النارِ.
وإنَّما وَقَعَ: كالمُسْتَجِيرِ من الرَّمْضاءِ بالنارِ (١). وهو عجزُ بيتٍ، وصَدْرُهُ (٢):
المستغيثُ بعَمْرٍو عندَ كُرْبَتِهِ ... كالمستجيرِ من الرَّمْضاءِ بالنارِ
وعمرو المضروب به المثل هو عمرو بن المُزدَلِف، وكانَ شاركَ جسَّاسًا في قتل كُليب، فطعنه جسَّاسٌ وتركه وبه رَمَقٌ، ثم وَرَدَ عليه عمرو، فاستغاث به كُليب وقال: يا عمرو تداركني بشربةٍ من ماءٍ، فقال عمرو: تجاوَزْتَ الأحصَّ وماءَهُ، وأَجْهَزَ عليه. وقال آخر:
لا تَجْعَلَنِّيَ والأمثالُ تُضْرَبُ بي ... كالمستجيرِ من الرَّمْضاءِ بالنارِ
٧ - وقولهم: يضربُ أَخماسًا فأَسْداسًا.
وإِنَّما وَقَعَ: يضرب أَخماسًا لأَسداسٍ (٣)، قال الشاعر (٤):
(١) الأمثال لأبي عبيد ٢٦٣، جمهرة الأمثال ٢/ ١٦٠، وفيهما: كالمستغيث. (٢) للتكلام الضبعي في فصل المقال ٣٧٧، ولأبي نجدة لخيم بن سعد في الأغاني ٢٤/ ٥٢. (٣) الأمثال لأبي عبيد ٨٢، ومجمع الأمثال ١/ ٤١٨. (٤) سابق البربري في المستقصى ٢/ ١٤٦.