وثانيهما: وهو الذي عَوَّل عليه أن لفظة "شيء" مأخوذة (٢) من مُشَاء، والمُشَاء: المُحْدَث الذي ليس بقديم. والله تعالى قديم؛ فلا يصدق عليه ذلك، لما ذكرناه.
فإن قلت: فما تصنع هذا في قوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ}(٣)؟ .
قلتُ: لعله لا يرى الوقف على قوله: {قُلِ اللَّهُ}(٤).
فإن قلت: لا يخلو المانع من التخصيص بالعقل في هذه الآية مِنْ أن يقول: إن لله عِلْمًا، أو لا عِلْمَ له. فإنْ كان ممن ينفيه - فكتاب الله شاهد عليه، إذ يقول:{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}(٥)، وقولُه:
(١) أي: يُعْترض عليه بما ذُكِر من كون الآية لا تفيد تسمية الله تعالى بشيء. (٢) في (ت)، و (غ): "مأخوذ". (٣) سورة الأنعام: الآية ١٩. (٤) يعني: فيكون لفظ الجلالة مبتدأ، و"شهيد" خبره "قل الله شهيد"، فلا يتعلق بما قبله. ولو وقف على لفظ الجلالة - فإن يكون مرتبطًا بما قبله، أي: الله أكبر شهادة، فلفظ الجلالة مبتدأ، وأكبر شهادة خبر محذوف. انظر: الفتوحات الإلهية على الجلالين ٢/ ١٤، فتح القدير ٢/ ١٠٤ - ١٠٥، إرشاد العقل السليم ٣/ ١١٨، التفسير الكبير ١٢/ ١٨٦ - ١٨٧. (٥) سورة البقرة: الآية ٢٥٥.