سمعتُ وَقْعَ حوافر الخيل، فقلت في نفسي: هذا صوتُ الدَّبى، ثمّ إني سمعته أشدّ من ذلك، فانتبهتُ ومسحتُ عينيّ، وقلت: لا والله، ما هذا بالدَّبَى. قال: وذهبتُ لأقومَ، فإذا أنا بهم قد أشرفوا علينا من التَّلّ فكبّروا، ثم أحاطوا بأبياتنا، وخرجْنا نشتدّ على أرجُلنا وتركنا خيلنا، قال: فأمُرُّ على شمِر، وإنَّه لمتَّزر ببُرد محقق، - وكان أبرَصَ - فكأني أنظر إلى بياض كشحيه من فوق البُرْد، فإنَّه لَيطاعنهم بالرمح، قد أعجَلوه أن يلبس سلاحَه وثيابَه، فمضينا وتركناه، قال: فما هو إلّا أن أمعنتُ ساعةً، إذ سمعتُ: الله أكبر، قتلَ الله الخبيث! (١)(٦/ ٥٣).
قال أبو مخنف: حدّثني المشرقيّ، عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود، قال: أنا والله صاحب الكتاب الَّذي رأيته مع العِلْج، وأتيتُ به أبا عَمرة وأنا قتلت شَمِرًا، قال: قلت: هل سمعتَه يقول شيئًا ليلتئذ؟ قال: نعم، خرج علينا فطاعَنَنا برمحه ساعةً، ثمّ ألقى رمْحَه، ثمّ دخل بيته فأخذ سيفَه، ثمّ خرج علينا وهو يقول: