فدَعاه إلى الله، وعَرَض عليه ما عنده (١). (٢: ٣٥٠/ ٣٥١).
٥٩ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدَّثني عاصم بن عمر بن قتادة الظَّفَرِيّ عن أشياخ من قومه، قالوا: قدِم سُوَيد بن صامت - أخو بني عمرو بن عوف - مكة حاجًّا أو معتمرًا، قال: وكان سُوَيد إنما يسميه قومه فيهم: الكامل، لجلَدِه وشِعْره، ونسبه وشرفه؛ وهو الذي يقول:
ألا رُبَّ مَنْ تَدْعُو صَدِيقًا وَلَو تَرَى ... مَقَالتَهُ بالْغَيبِ ساءَك ما يَفْرِي
مَقَالتُهُ كالشَّحْمِ ما كان شاهدًا ... وبالغَيبِ مأْثورٌ على ثغْرَةِ النَّحْر
قال: فتصدَّى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سمع به، فدَعاه إلى الله وإلى الإسلام. قال: فقال له سُويدٌ: فلعلّ الذي معك مثلُ الذي معي! فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: وما الذي معك؟ قال: مجلَّة لقمان -يعني: حكمة لقمان- فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اعرضها عليّ، فعرضها عليه، فقال: إنَّ هذا لكلام حَسَنٌ، معي أفضلُ من هذا؛ قرآن أنزله الله عليّ، هدى ونورٌ. قال: فتلا عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن، ودعاه إلى الإسلام، فلم يبعُد منه، وقال: إن هذا لقولٌ حَسَنٌ.
ثم انصرف عنه، وقدِم المدينة، فلم يلبَثْ أن قَتَلتْه الخزرج؛ فإنْ كان قومه لَيقولونَ: قد قُتِل وهو مُسْلِمٌ، وكان قتلهُ قبل بُعاث (٢). (٢: ٣٠١/ ٣٣٢).
(١) إسناده ضعيف وهو حديث ضعيف أخرجه ابن هشام في السيرة النبوية (٢/ ٧٦) من طريق ابن إسحاق عن الزهري مرسلًا وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (١٠٠) من طريق الكلبي وهو ضعيف وأخرجه ابن سعد في الطبقات (١/ ٢١٦) من طريق الواقدي وهو متروك. (٢) إسناده ضعيف والحديث ضعيف فقد أخرجه ابن هشام في السيرة النبوية (٢/ ٧٧) من طريق عاصم الأنصاري عن أشياخ من قومه وهو ضعيف لإبهامه أسماء هؤلاء الشيوخ. وأخرجه البيهقي في الدلائل (٢/ ٤١٩) من الطريق نفسه (عاصم عن أشياخ في قومه) والله أعلم.