٥٩٨ - فلما قال ذلك يوسف قال له جَبْرَئَيل: ما حدَّثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما جمع الملك النسوة، فسألهنّ! هل راودتُن يوسفَ عن نفسه {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيهِ مِنْ سُوءٍ قَالتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} قال يوسف: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيدَ الْخَائِنِينَ}. قال: فقال له جَبْرَئيل: ولا يوم هممتَ بها؟ فقال:{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}(٢). (١: ٣٤٦/ ٣٤٧).
٥٩٩ - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا إبراهيم بن المختار، عن شيبة الضبيّ في قوله:{اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ}، قال: على حفظ الطعام. {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} يقول: إني حفيظ لما استودعتني، عليم بسني المجاعة، فولاه الملك ذلك (٣). (١: ٣٤٧).
٦٠٠ - وقد حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، قال: لما قال يوسف للملك: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} قال الملك: قد فعلت، فولاه -فيما يذكرون- عملَ إطفير، وعزَل إطفير عما كان عليه، يقول الله تبارك وتعالى:{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
قال: فذُكر لي -والله أعلم-: أن إطفير هلك في تلك الليالي، وأن الملك الريّان بن الوليد زوّج يوسفَ امرأة إطفير راعيل، وأنها حين دخلت عليه قال: أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين! قال: فيزعمون أنها قالت: أيها الصدّيق لا تلمني، فإني كنت امرأةً -كما ترى- حسناء جميلة ناعمة، في ملك ودنيا، وكان صاحبي لا يأتي النساء، وكنتَ كما جعلك الله في حسنك وهيئتك، فغلبَتْني نفسي على ما رأيت، فيزعمون: أنه وجدها عذراء، وأصابها فولدت له