ولهذا قال ابن مسعود:«لا تَهُذُّوا القرآنَ هَذَّ الشِّعر، ولا تنثروه نثرَ الدَّقَل، وقِفُوا عند عجائبه، وحرِّكوا به القلوب»(٢).
وقال ابن مسعود ــ أيضًا ــ:«اقرؤوا القرآن، وحرِّكوا به القلوب، لا يكن همُّ أحدكم آخرَ السورة»(٣).
وروى أيوب، عن أبي جمرة، قال: قلت لابن عباس: إني سريعُ القراءة، إني أقرأ القرآنَ في ثلاث. قال:«لأنْ أقرأ سورةً من القرآن في ليلةٍ فأتدبَّرها وأرتِّلها أحبُّ إليَّ من أن أقرأ القرآنَ كما تقرأ»(٤).
والتفكُّرُ في القرآن نوعان:
* تفكُّرٌ فيه ليقع على مراد الربِّ تعالى منه.
(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٤٩)، والنسائي (١٠١٠)، وابن ماجه (١٣٥٠)، وغيرهم من حديث أبي ذر.
وصححه الحاكم (١/ ٢٤١) ولم يتعقبه الذهبي. وانظر: «صحيح ابن خزيمة» (١/ ٢٧١)، و «مسند البزار» (٩/ ٤٥١). (٢) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٢/ ٥٢١، ١٠/ ٥٢٥). والدَّقَل: رديء التمر ويابسُه. «اللسان». (٣) أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٥/ ٨). (٤) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (١١٩٣)، وعبد الرزاق في «المصنف» (٢/ ٤٨٩)، والبيهقي في «الكبرى» (٢/ ٣٩٦).