٦٥٥ - [٢](أبو هريرة -رضي اللَّه عنه-) قوله: (إذا نودي للصلاة) إنما قال بهذه العبارة إشارة إلى علة الحكم.
وقوله:(أدبر الشيطان له ضراط) وفي رواية الأصيلي: (وله ضراط) بالواو، والجملة الاسمية تقع حالًا بالواو وبدونها، ويروى:(ضريط) كنهاق ونهيق، وهو ريح وصوت يخرج من الدبر، قال في (الفتح)(١): قال عياض: ويمكن حمله على ظاهره؛ لأنه جسم متغذ يصح منه خروج الريح، ويحتمل أنها عبارة عن شدة نفاره ونفرته، وفي رواية لمسلم:(له حُصاص) بمهملات مضموم الأول، فقد فسّره الأصمعي وغيره بشدة العدو.
وقال الطيبي (٢): شبّه شغل الشيطان نفسه وإغفاله عن سماع الأذان بالصوت الذي يملأ السمع ويمنعه عن سماع غيره، ثم سمّاه ضراطًا تقبيحًا له، واللَّه أعلم.
وقال بعض العلماء: يشبه أن يكون المنع عن خروج المرء من المسجد بعد أن يؤذن من هذا المعنى لئلا يكون متشبهًا بالشيطان.
وقوله:(حتى إذا ثوب) المراد بالتثويب ههنا الإقامة كما مر.
وقوله:(حتى يخطر) أي: يحول ويحجز، يريد الوسوسة، أي: يسوِّل له الأماني