الوجه الثاني: قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}(٥)، والسنة ليست بخير من القرآن/ ٢٥١/ ولا هي مثله (٦).
أجيب عن الآية الأولى: بأن آخر الآية: {[إِنْ](٧) أَتَّبِعُ إلا مَا يُوحَى إِلَيَّ} (٨)؛ فالسنة مما أوحي إليه عليه السلام، لقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى} (٩)(١٠).
(١) انظر: العدة لأبي يعلى ٣/ ٨٠٠، وشرح المسطاسي ص ٦٧. (٢) هكذا في الأصل، ويظهر إنه أسقط أدلة القائلين بالامتناعين: العقلي والسمعي، وقد ذكر لهم المسطاسي في شرحه ص ٦٧ ثلاثة أدلة، ولعل الشوشاوي لم يذكرها؛ لأن هذه تقوم مقامها، ولقلة من ذكرها من الأصوليين. (٣) يونس: ١٥، وتمامها {إِنْ أَتَّبِعُ إلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}. (٤) انظر: المحصول ١/ ٣/ ٥٢٥، والفصول للباجي ١/ ٤٥٩، والإحكام لابن حزم ١/ ٤٧٧، والمسطاسي ص ٦٧. (٥) البقرة: ١٠٦. (٦) انظر الدليل في: التبصرة ص ٢٦٥، واللمع ص ١٧٤، والعدة ٣/ ٧٩٠، والوصول لابن برهان ٢/ ٤٤، والمسطاسي ص ٦٧. (٧) ساقط من الأصل. (٨) يونس: ١٥. (٩) النجم: ٣, ٤. (١٠) انظر: المستصفى ١/ ١٢٥، والبرهان فقرة ١٤٤٠، والإحكام لابن حزم ١/ ٤٧٨، والمسطاسي ص ٦٧.