ولم يلبسوا إيمانهم بظلم. يقولون: بشرك. والذين قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يرجعوا إلى عبادة الأوثان.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات (١) عن ابن عباس في: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قال: "على شهادة أن لا إله إلا الله".
٢٦/ ١٣ - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيْحَتَنَا فَهُوَ المُسْلِم" أخرجه النسائي (٢) وهو طرف من حديث طويل أخرجه البخاري (٣) وأبو داود (٤) والترمذي (٥) - رحمه الله -. [صحيح].
قوله:"وصلى صلاتنا" أي: الخمس المفروضة علينا وهي لا تتم بجميع صفاتها وهيئاتها، ومنها: استقبال القبلة، فقوله:"واستقبل قبلتنا" ذكر لأعظم واجبات الصلاة عناية بشأنه.
وقوله:"وأكل ذبيحتنا" أي: ما ذبحه أهل الإسلام فهو المسلم؛ لأنه قد اتصف بخصال الإسلام فإن إقامة الصلاة [٤٤/ ب] لا يكون إلا بعد التصديق بالله وبرسله، وأكل ذبائح أهل الإسلام من جملة خصاله، وإنما كان - صلى الله عليه وسلم - يصف لكل سائل ما يعلم أنه إلى معرفته أحوج، وأن خطابه أهم وإسلامه بفعله وقوله أتم.
(١) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٣٢٢). وذكره ابن كثير في "تفسيره" (١٢/ ٢٣٥) وعزاه إلى ابن أبي حاتم من طريق حفص عن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس قوله. (٢) في "سننه" رقم (٣٩٦٦ - ٣٩٦٩). (٣) في "صحيحه" رقم (٣٩٢). (٤) في "سننه" رقم (٢٦٤١). (٥) في "سننه" رقم (٢٦٠٨).