ويحيى بن أيوب مختلف فيه، وهو ممن عيب على مسلم في إخراج حديثه.
وقال عبد الغني في "الكمال": لم يرو أبي بن عمارة إلاَّ حديثًا واحدًا وفي إسناده ضعف وجهالة واضطراب.
وقال أبو زرعة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حديث أبي بن عمارة ليس بمعروف الإسناد. فقلت: فإلى أي شيء ذهب أهل المدينة في المسح أكثر من ثلاثة أيام، ويوم وليلة؟ قال: لهم فيه أثر (١).
قلت: الأثر الذي أشار إليه أحمد، الأقرب أنه أراد الرواية عن ابن عمر؛ فإنه صحيح عنه، من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر:"أنه كان لا يؤقت في المسح على الخفن وقتا"(٢).
ويحتمل أن يريد غير ذلك من الآثار منها!
رواية حماد بن زيد، عن كثير بن شِنْظير، عن الحسن، قال:"سافرنا مع أصحاب رسول الله - عليه السلام - فكانوا يَمْسحون خفافهم بغير وقت ولا عدد".
رواه ابن الجهم في كتابه (٣)، وعلله ابن حزم فقال: وكثير بن شِنظير ضعيف جدًّا.
فإن قلت: ما تقول في حديث أخرجه الحاكم في "مستدركه"(٤): عن عبد الغفار ابن داود الحراني، نا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن أبي بكر وثابت، عن أنس، أن رسول الله - عليه السلام - قال:"إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه، فليصل فيهما، وليمسح عليهما، ثم لا يخلعهما إن شاء إلَّا من جنابة".
(١) انظر "نصب الراية" (١/ ١٧٨). (٢) أخرجه الدارقطني (١/ ١٩٦ رقم ١٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٢٨٠ رقم ١٢٤٧). (٣) انظر "نصب الراية" (١/ ١٧٨). (٤) "مستدرك الحاكم" (١/ ٢٩٠ رقم ٦٤٣).