ليلة (١) الثلاثاء ودُفِنَ قبلَ أن يُصْبِحَ". ورواه عبدُ الرزاق (٢).
قال، وقوله:(إنما هُوَ للمهلة): مَنْ كَسَرَ الميمَ، فإنه أراد الصديدَ، ومن ضمَّها شبهه بعَكَرِ الزيتِ وهو المُهْلُ. والرواية بكسر الميم.
وقال ابن السيِّد (٣) في "المقتبس": قوله: إنما هو للمُهلة كذا رواه يحيى؛ والمعروف المَهلة أو المِهلة يعني بالفتح أو بالكسر، فإذا حذفت تاءُ التأنيث قلت: المُهل لا غير. ورواه أبو عُبيد (٤): إنما هو للمُهل وقال: المهل في هذا الحديث الصديدُ والقيح، وهو في غيره كُلُّ شيء أُذيب مِن جواهر الأرض، كالذهب والفضة والنُّحاسِ، والمهل: عَكَرُ الزيت (٥) قال: وأكثرُ رواة الموطَّأ على الكسر.
وقال الزمخشري في الفائق (٦): روي للمُهلة وللمَهلة والمِهلة بالكسر (٧)، ثلاثتُها: الصديدُ والقيح الذي يذوب ويسيل من الجسد، ومنه قيل للنحاس الذائب: المهل (٨).
قال البيهقي في "شعب الإيمان" (٩) وقد روى حديثَ أبي قتادة "مَنْ وَلِي
(١) في (ب) قبل هذه الكلمة: من وكذا في البخاري. (٢) "المصنف" ٣/ (٦١٧٦). (٣) هو العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البَطْليَوْسي النحوي اللغوي صاحب التصانيف المتوفى سنة ٥٢١ هـ. انظر لترجمته: "السير" ١٩/ ٣١٥). والمقتبس هو شرح الموطأ. (٤) وقع في النسخة المطبوعة: أبو عبيدة وهو تحريف. أثبتناه من كل من (أ) و (ب). (٥) قول أبي عبيد في "غريب الحديث" ٣/ ٢١٧ - ٢١٨ هكذا: المهل في هذا الحديث: الصديد والقيح، والمهل في غير هذا كل فِلزّ أذيب، والفلز جواهر الأرض من الذهب والفضة والنحاس وأشباه ذلك .. وقال أبو عمرو: المهل في شيئين، هو في حديث أبي بكر: الصديد والقيح وفي غيره: دُرْدِيّ الزيت. (٦) "الفائق" ٣/ ٣٩٥. (٧) في النسخة المطبوعة: بكسر وهو تحريف، أثبتناه من (أ). (٨) هذه الجملة أي قول الزمخشري سقطت من (ب). (٩) "شعب الإيمان" (٩٢٦٨) و (٩٢٦٩). =