• "إِنَّ أَحَدَكُمْ": بكسر الهَمْزة على حِكَايةِ لَفْظِه صلى الله تعالى عليه وسلم، أو فَتْحِها.
• وقوله:"يُجْمَعُ": على بناءِ المفعولِ، أي: يُجْمَع مادة خَلْقِه وهو الماءُ. والمرادُ بـ "بَطْنِ أُمِّهِ": رَحِمُها، أي: يَتِمُّ جمعُه في الرَّحِم في هذه المدَّة، وهذا يقتضي التَّفرقةَ أوَّلا وهو كما قيل: النُّطفةُ في الطَّوْر الأوَّل تَسْرى في جَسَد المرأةِ ثُمَّ تُجْمَع في الرَّحِم فتصيرُ هناك علَقةً، أي: دمًا جامدًا بخَلْط تُرْبةِ قَبْر المَولود بِها على ما قيل. و"المُضْغَة": قِطْعةُ لَحْمٍ قدر ما يُمْضَغ.
• وقوله:"ثُمَّ يُرْسِلُ"، أي: بعدَ تمام الخَلْق وتَشَكُّلِه بشكل الآدمي بأطْوَار أخَر كما قال تعالى: ﴿فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾ (١)، أي: بنَفْخ الرُّوح، ولعلَّ الأطوارَ المتروكةَ في الحديثِ بعدَ الأربعين الثَّالثةِ تحصلُ في مدَّة يسيرةٍ، فلذا اعتبر الإرسالُ بعدَ طورِ المُضْغةِ مُتَّصِلَةً بِها، ولذا اشتهر بينَ النَّاس أن نفخَ الرُّوحِ عقيبَ أربعةِ أشْهُرٍ.