وقد اشتقوا من (الدُّبُر) فعلًا، فقالوا: تَدَبَّر: إذا نظر في دُبُر الأمر؛ أي: في غائبه أو عاقبته (٣).
فهو من الأفعال التي اشتُقَّت من الأسماء الجامدة (٤).
ودُبُر كل شيء: عَقِبُه ومُؤَخَّرُه.
ومنه (الدُّبُر) خلاف القُبُل، وفي الحديث:«لا تدابروا»(٥)؛ وذلك أن يترك كلُّ واحد منهما الإقبالَ على صاحبه بوجهه (٦)؛ أي: لا يُوَلِّ بعضكم بعضًا دبره (٧).
قال أبو عُبيد:«التدابر: المُصَارَمة والهجران؛ مأخوذ من أن يُوَلِّي الرجلُ صاحبَه دُبُرَه وقفاه، ويُعْرِض عنه بوجهه»(٨).
(١) ينظر: مقاييس اللغة (مادة: دبر)، (٢/ ٣٢٤). (٢) ينظر: المفردات ص: ١٦٤ (مادة: دبر). (٣) ينظر: معاني القرآن للزجاج (٢/ ٨٢)، تفسير البغوي (١/ ٥٦٦)، تفسير الكشاف (١/ ٥٤٦). (٤) ينظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (٥/ ١٣٧). (٥) رواه البخاري (٦٠٦٥، ٦٠٧٦)، ومسلم (٢٥٥٨، ٢٥٥٩)؛ من حديث أنس - رضي الله عنه -، وجاء أيضًا من حديث أبي هريرة وأبي بكر - رضي الله عنهما -. (٦) ينظر: مقاييس اللغة (مادة: دبر)، (٢/ ٣٢٤). (٧) ينظر: معاني القرآن للزجاج (٢/ ٨٢)، تفسير القرطبي (٥/ ٢٩٠). (٨) غريب الحديث لأبي عبيد (٢/ ٢٣٢).