- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ ابْنِ بِنْتِ أَزْهَرَ السَّمَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ*، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: قَالَ الْأَشْعَرِيُّ: "لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء: ٢١٤]، وَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَرَفَعَ صَوْتَهُ، وَقَالَ:" يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ "، ثُمَّ سَاقَ الْخَبَرَ * (رقم طبعة با وزير: ٦٥١٧) , (حب) ٦٥٥١ [قال الألباني]: حسن صحيح - انظر التعليق. * [أَبُو عَاصِمٍ] قال الشيخ: وعنه ابن جرير في "التفسير" (١٩/ ٧٣)، وأبو عوانة (١/ ٩٤). وتابعه أبو زيدٍ - واسمه: سعيد بن أوس الأنصاري -: عند الترمذي (٨/ ٣٣٠ - ٣٣١) - واستغربه -. وإسنادُ الأولى حسنٌ، رجاله ثقات من رجال الشيخين؛ غير قسامة بن زهير، وهو ثقة. ورواهُ ابنُ جَرِيرٍ عن ثقتين آخرين، عن عوف، عن قسامة، قال: بَلَغَنِي أنَّهُ لَمَّا نَزَلَ ... الحديث، وزاد: "واصباحاه"!، وهي عند الترمذي. وزاد أبو عَوانة: "إِنِّي لكم نذير"، وهذه في حديث ابن عباس الذي قبله، وفي أوله زيادة: "يا صباحاه"!. وللحديث شاهدٌ مِنْ رِوَاية قبيصة بن المُخارق، وزهير بن عمرو ... مرفوعاً بلفظ: "يا بني عبد مناف! إِنِّي نذير، إِنَّمَا مثلي ومَثلُكم ... " الحديث. أخرجه مسلم (١/ ١٣٤)، وأبو عوانة (١/ ٩٢ - ٩٣)، وأحمد (٥/ ٦٠)، والطبراني (٥/ ٣١٣ / ٥٣٠٥). * [ثُمَّ سَاقَ الْخَبَرَ] قال الشيخ: لم أَرَ تَمَامَه إلاَّ ما تقدَّم نقله عن أبي عوانة وغيره آنفاً!
- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: ١] جَاءَتِ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا امْرَأَةٌ بَذِيئَةٌ، وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَكَ، فَلَوْ قُمْتَ، قَالَ: "إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي"، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرِ إِنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي، قَالَ: لَا، وَمَا يَقُولُ الشِّعْرَ، قَالَتْ: أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ، وَانْصَرَفَتْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ تَرَكَ، قَالَ: "لَا، لَمْ يَزَلْ مَلَكٌ يَسْتُرُنِي عَنْهَا بِجَنَاحِهِ" * (رقم طبعة با وزير: ٦٤٧٧) , (حب) ٦٥١١ [قال الألباني]: حسن - قال الشيخ: قلت: أخرجه من طريق أبي يعلى، وهذا في "مسنده" (١/ ٣٣ و ٤/ ٢٤٦). ورجاله ثقات؛ غير أَنَّ عطاء بن السائب كان اختلط. ومن طريقِه: أخرجه البزَّار (٢٢٩٤ و ٢٢٩٥) وغيره، ومع ذلك حَسَّنَ الحافظ إسناده في "الفتح" (٨/ ٧٣٨)! ولعلَّ ذلك لأنَّ له شاهداً في "مسند الحميدي" (٣٢٣) من طريق الوليد بن كثير، عن ابن تَدرُس، عن أسماء بنت عُميسٍ ... نحوه. ومِنْ طريق الحُميدي: أخرجه الحاكم (٢/ ٣٦١)، وقال: "صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!! وابنُ تَدْرُسَ - هذا لم نعرفه. ولعلَّ أداة الكنية (ابن) مُقحمةٌ مِنْ بعضِ الرُّواة، والصوابُ: (تَدرُس)، وهو جَدُّ أَبِي الزُّبير، محمد بن مسلم بن تَدْرُسَ، فقد ذكره المِزِّيُّ في شيوخ الوليد بن كثير - الراوي عنه هذا الحديث -؛ كما ذكره في الرواة عن أسماء بنت أبي بكر، وهذا سهوٌ منه، والصواب أَنْ يُذكرَ في الرواة عن أسماء بنت عميس؛ كما في هذا الحديث. وعلى كلِّ حالٍ؛ فَإِنِّي لم أَجِدْ لتَدْرُسَ هذا ترجمةً، ولكنَّ الحديثَ بِهَذا الشاهد حسنٌ - إن شاء الله -.