الرابع: إن علق بشرط، أو صفة نحو:{وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}[المائدة: ٦]، {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا}[النور: ٢](١).
الخامس: الوقف، أي: التوقف، وعدم الجزم بشيء لا نفيًا، ولا إثباتًا (٢).
لنا - على المختار -: أن مدلول الصيغة طلب ماهية الفعل مطلقًا، ولهذا يعد ممتثلًا بالمرة الواحدة، لا لأنها مدلول الصيغة، بل لأن المرة أقل ما يمكن وجود الماهية في ضمنه. إليه أشار المصنف بقوله:"والمرة ضرورية".
ولنا - أيضًا -: لو كان للمرة كان تقييده به تكرارًا [وبالتكرار](٣) تناقضًا، وكذا العكس.
ولنا - أيضًا -: أن التكرار، والمرة من صفات الفعل كالقليل، والكثير، والموصوف بالصفات المتقابلة لا دلالة له على خصوصية شيء منها.
(١) وحكى هذا عن بعض الحنفية، وبعض الشافعية، واختاره، وصححه المجد بن تيمية. راجع: المسودة: ص/ ٢٠، وإرشاد الفحول: ص/ ٩٨. (٢) يعني أنه مشترك بين التكرار والمرة، فيتوقف إعماله في أحدهما على وجود القرينة. هذا قول. وقيل: بالتوقف، وهو اختيار إمام الحرمين، والغزالي، والقاضي وغيرهم، ثم اختلفوا في معنى الوقف، فقيل: لا يعلم أوضع للمرة هنا، أو للتكرار، أو لمطلق الفعل. وقيل: لا يعلم مراد المتكلم لاشتراك الأمر بين الثلاثة. راجع: البرهان: ١/ ٢٢٤ - ٢٢٨، والمستصفى: ٢/ ٢ - ٣، والمنخول: ص/ ١٠٨. (٣) سقط من (ب) وأثبت بهامشها.