سمع قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ليّ الواجِد يحلّ عقوبته، وعِرْضه"(١) قال: هذا يدل على لَيِّ غير الواجد لا يحل عقوبته وعرضه (٢).
وقيل في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لأن يمتلئ بطن الرجل قيحًا خير من أن يمتلئ شعرًا"(٣) المراد به هجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: لو كان كذلك لم يكن للامتلاء فائدة إذ ذاك قليله وكثيره سواء، فجعل الامتلاء كالشعر الكثير، وفَرَّق بينه وبين القليل، وذلك صريح في المطلوب.
وذكر الآمدي: أن القائل أبو عبيد بدون التاء (٤)، وهو قاسم بن سلام الكوفي (٥)، ويمكن التوفيق: بأن يكون كل منهما
(١) آخر الورقة (٢٨ / ب من أ). (٢) راجع: البرهان له: ١/ ٤٥٥. (٣) الحديث رواه البخاري، ومسلم، وأحمد، ولفظ الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن نسير مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعرج إذ عرض شاعر ينشد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خذوا الشيطان، أو أمسكوا الشيطان، لأن يمتلئ جوف رجل قيحًا خير له من أن يمتلئ شعرًا". راجع: صحيح البخاري: ٨/ ٤٥، وصحيح مسلم: ٧/ ٥٠، ومسند أحمد: ٣/ ٨، ٤١. (٤) راجع: غريب الحديث لأبي عبيد: ٢/ ١٧٤ - ١٧٥، والإحكام للآمدي: ٢/ ٢١٤. (٥) هو القاسم بن سلام البغدادي الإمام البارع في اللغة، والنحو، والتفسير، والقراءات، والحديث، والفقه، أشهر مؤلفاته: الأموال، وغريب القرآن، وغريب الحديث، ومعاني القرآن، وأدب القاضي، وتوفي سنة (٢٢٤ هـ) وقيل: غير ذلك. راجع: وفيات الأعيان: ٣/ ٢٢٥، ومعجم الأدباء: ١٦/ ٢٥٤، وإنباه الرواة: ٣/ ١٢، وتهذيب الأسماء واللغات: ٢/ ٤١١، وطبقات السبكي: ٢/ ١٥٣، وطبقات المفسرين: ٢/ ٣٢، والمنهج الأحمد: ١/ ٨٠، وبغية الوعاة: ٢/ ٢٥٣.