الحق أن الفاتحة رقية كلها، خلافا لمن قصرها على قول الله سبحانه وتعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
سميت سورة الحمد والشكر والدعاء، وتعليم المسألة: لاشتمالها عليها (١)، وقد تضمنت معاني هذه الألفاظ أفضل ما يكون به الثناء، وأصدق ما يكون الطلب.
سميت الصلاة: لوجوب قراءتها فيها (٢).
أما قول الزمخشري: لأنها تكون فاضلة أو مجزئة فيها (٣)، فأقول: هي فاضلة في الصلاة وغيرها، والصواب ما تقدم؛ لأنها ركن في الصلاة، فلا تصح الصلاة إلا بقراءتها، قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)(٤)، وفي القدسي:(قسمت الصلاة بيني وبين عبدي)(٥)، والمراد بالصلاة الفاتحة، عندما يقرؤها العبد في الصلاة وغيرها.
(١) إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (١/ ٩) وانظر: روح المعاني (١/ ٣٥). (٢) إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (١/ ٩) ولأن الله سماها صلاةً في الحديث القدسي. (٣) الكشاف (١/ ٤). (٤) أخرجه الإمام البخاري، حديث (٧٥٦). (٥) أخرجه الإمام مسلم، حديث (٣٩٥).