واختلفوا في "اللام" في قوله: "لإيلاف (١) قريش"، فذكروا فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: وهو الأشهر الأعرف أن "اللام" تتعلق بالسورة التي قبلها، وذلك أن الله تعالى ذكَّر أهل مكة عظيم النعمة عليهم فيما صنع بالحبشة، ثم قال:"لإيلاف قريش" كأنه قال ذلك إلى نعمة عليهم في رحلة الشتاء والصيف، وتقول: نعمة إلى نعمة، ونعمة لنعمة سواء في المعنى (٢). (هذا كلام الفراء)(٣).
وقال الأخفش: يقول فعلنا ذلك بهم لتايلف قريش (٤).
وقال أبو إسحاق: المعنى: فجعلهم كعصف مأكول لألف (قريش)(٥)، أي أهلك الله (أصحاب الفيل لتبقى قريش، وما ألفوا من رحلة الشتاء والصيف (٦). وهذا قول أبي عبيدة (٧).
(واعترض على هذا القول معترض فقال: إنما جعلوا كعصف مأكول لكفرهم، ولم يجعلوا كذلك لتألف قريش (٨)).
(١) ليلاف: أ. (٢) "معاني القرآن" ٣/ ٢٩٣ بيسير من التصرف. (٣) ساقط من (أ). (٤) ورد في معنى قوله في: "الحجة" ٦/ ٤٤٨، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٢٥، الدر المصون: ٦/ ٥٧١. (٥) ساقط من (أ). (٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٣١٢. (٧) "مجاز القرآن" ٢/ ٣١٢، وهو معنى قول مجاهد، وابن عباس في رواية ابن جبير عنه. انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ٣٠٦. (٨) وممن اعترض على هذا القول الطبري، قال: وأما القول أنه من صلة قوله: =