قال ابن عباس: إن قيام الليل (٣) كان فريضة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى النبيين [قبله](٤)، كقوله:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ}[الإسراء: ٧٩] الآية (٥).
وقوله:{إِلَّا قَلِيلًا} قال الكلبي: يعني بالقليل الثلث الأخير (٦).
قال ابن قتيبة: أي صلِّ الليل إلا شيئاً يسيرًا (٧) تنام فيه، وهو الثلث (٨).
ثم قال:{نِصْفَهُ} قال أبو إسحاق: (نصفه) بدل من (الليل) كما تقول: ضربت زيداً رأسه، فإنما ذكر زيدًا لتوكيد الكلام، وهو أوكد من قولك: ضربت رأس زيد (٩).
فالمعنى: قم نصف الليل إلا قليلاً، وقوله:{إِلَّا قَلِيلًا} هو قوله: {أَوِ
(١) بياض في (ع). (٢) قوله: وأمر بالرسالة بياض في (ع). (٣) قوله: إن قيام الليل: بياض في (ع). (٤) في (ع): قوله، ولعل الصواب قبله إذ بها تصلح العبارة، والله أعلم. (٥) "التفسير الكبير" ٣٠/ ١٧١، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٣٣. (٦) في (ع): الآخر. وانظر قول ابن عباس في "النكت والعيون" ٦/ ١٢٦، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٣٣، و"الدر المصون" ٦/ ٤٠٢، و"فتح القدير" ٥/ ٣١٥. (٧) في (أ): قليلاً. (٨) "تأويل مشكل القرآن" ٢٦٤ بنصه. (٩) زيدا هكذا وردت منصوبة في معاني القرآن وإعرابه.