{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ} قال ابن عباس في رواية الكلبي (٢) وعطاء: لو كنا نسمع الهدى أو نعقله (٣). وهذا يدل على أن الله تعالى لم يخلق لهم سمع الهدى ولا معرفته، لأنهم كانوا ذوي أسماع وعقول صحيحة ولم يريدوا بقولهم:{لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ} أنهم صم الأسماع مجانين، ولكن أرادوا أنهم كانوا صمًّا عن الخير، غافلي القلوب عن الهدى.
وقال أبو إسحاق: أي لو كنا نسمع سمع من يعي ويفكر أو نعقل عقل من يميز وينظر ما كنا من أهل النار (٤).
قال الله تعالى:{فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ} قال مقاتل: يعني بتكذيبهم الرسل (٥)، وهو قولهم:{فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} والذنب هاهنا في معنى الجمع؛ لأن فيه معنى الفعل كما يقال: خرج عطاء الناس، أي: أعطياتهم؛ هذا قول الفراء (٦). ويجوز أن يراد بالواحد المضاف الشياع، كقوله:{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ}[إبراهيم: ٣٤، النحل: ١٨]، وقد مر في مواضع.