سجود يُقصد به التقرب إلى الله تعالى: له تحريم وتحليل فكان كسجود الصلاة، فيُشترط له ما يُشترط لصلاة النافلة: من ستر العورة واستقبال القبلة والنية وغير ذلك (٤٨)(ويُسنُّ) سجود التلاوة (للقارئ والمستمع): لقول ابن عمر ﵃"كان النبي يقرأ علينا السورة فيها السجدة، فيسجد ونسجد معه،
والفصال: هي: صغار الإبل - فإن قلتَ: لمَ كان ذلك الأفضل؟ قلتُ: لكثرة المشقة، وكلَّما زادت المشقة والعبادة كُلَّما زاد الأجر.
(٤٨) مسألة: سجود التلاوة، وسجود الشكر: يعتبران صلاة تطوع، وبناء عليه: يُشترط لهما ما يُشترط لكل صلاة: من طهارة، وستر عورة، واستقبال القبلة والنية؛ للقياس، وهو من وجهين: أولهما: كما أن السجود في الصلاة يُعتبر صلاة، فكذلك سجود التلاوة والشكر مثله، والجامع: وجود التكبير والتسبيح والذكر والدعاء، والتحريم والتسليم، والقصد به وجه الله في كل، ثانيهما: كما أن سجود السهو الذي بعد السلام يُعتبر صلاة يُشترط له ما يُشترط للصلاة، فكذلك سجود التلاوة والشكر مثله، والجامع: أن كلًّا منهما سجود منفرد يقصد منه التقرُّب إلى الله وله تحريم وتحليل وتكبير، فإن قلتَ: إن سجود التلاوة والشكر لا يُعتبر صلاة؛ وهو قول بعض العلماء كابن تيمية وتبعه ابن عثيمين؛ للتلازم؛ حيث يلزم من عدم وجود التكبير والتسليم فيهما: عدم اعتبارهما صلاة؛ لأن التكبير والتسليم من علامات الصلاة، قلتُ: بل يوجد في سجود التلاوة والشكر تكبير وتسليم، وقد سبق بيان الدليل على ذلك من القياس. وأصله: السنة الفعلية؛ حيث كان ﷺ إذا أراد أن يسجد سجدة تلاوة كبَّر وسجد - كما رواه ابن عمر ﵁ فبطل التلازم الذي ذكرتموه، فإن قلتَ: ما سبب الخلاف هنا؟ قلتُ: سببه: "الخلاف في سجود التلاوة والشكر هل لهما تكبير وتسليم أو لا؟ " فعندنا: لهما ذلك وبناء عليه: كانا صلاة، وعندهم: لا يُشرع لهما ذلك وبناء عليه: لا يعتبران صلاة.