للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ارتفاع الشمس قدر رمح (إلى قبيل الزوال) أي: إلى دخول وقت النهي بقيام الشمس، (٤٦) وأفضله: إذا اشتد الحر (٤٧) (وسجود التلاوة) والشكر: (صلاة)؛ لأنَّه

الضحى، الثانية: السنة الفعلية؛ حيث إنه قد صلى ثمان ركعات عام الفتح في مكة - كما روته أم هانئ - فإن قلتَ: لمَ شرع هذا؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن من صلى ركعتين في الضحى جعله الله من الأوابين - وهم التائبون المغفور لهم - مع ما فيهما من قلة المشقة، وكذلك يكفيان عن الصدقة عن جميع عظام البدن - وهي ثلاثمائة وستون مفصلًا - وشرع أكثره ثمان: ليكمل الأجر والغفران، وقد بسط النووي الكلام في هذا في "المجموع" (٤/ ٣٥)، فإن قلتَ: لمَ سُمِّيت بسبحة الضحى؟ قلتُ: لكثرة تسبيحه فيها من باب تسمية الكل بالجزء.

(٤٦) مسألة: وقت صلاة الضحى يبدأ من بعد خروج الشمس بربع ساعة تقريبًا - وهو: وقت ارتفاع الشمس مقدار رمح - وينتهي قبل دخول وقت صلاة الظهر بربع ساعة تقريبًا - أي: قبل زوال الشمس -؛ للسنة القولية؛ حيث قال لعمرو بن عَبَسَة: "صلِّ صلاة الصبح ثم اقصر عن الصلاة؛ حتى تطلع الشمس، حتى ترتفع؛ فإنها تطلع بين قرني شيطان، وحينئذٍ يسجد لها الكفار، ثم صلِّ؛ فإن الصلاة محضورة مشهودة، حتى يستقل الظل بالرمح، ثم اقصر عن الصلاة؛ فإنه حينئذٍ تُسجر جهنَّم، فإذا أقبل الفيء: فصلِّ" حيث حدَّد هنا بداية ونهاية صلاة الضحى من قوله: "حتى ترتفع" إلى قوله: "ثم صلِّ؛ فإن الصلاة محضورة مشهودة" فإن قلتَ: لمَ كان هذا وقت الضحى؟ قلتُ: لمناسبته لهذه الصلاة؛ لوقوعه بين وقتين منهي عن الصلاة فيهما وهما: "وقت طلوع الشمس" و "وقت زوالها".

(٤٧) مسألة: أفضل وقت لصلاة الضحى هو: وقت اشتداد حر الشمس في الصيف؛ للسنة القولية؛ حيث قال : "صلاة الأوابين: حين ترمض الفِصَال" أي: حين لا تقوى الفصال على المشي على خفافها من شدة حرارة الأرض - =

<<  <  ج: ص:  >  >>