للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرواتب؛ لقول عائشة : "لم يكن النبي على شيء من النوافل أشدَّ تعاهدًا منه على ركعتي الفجر" متفق عليه، فيُخيَّر فيما عداهما وعدا الوتر سفرًا، ويُسنّ تخفيفهما، واضطجاع بعدهما على الأيمن، (٢٧) ويقرأ في الأولى - بعد الفاتحة -: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ وفي الثانية: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ أو يقرأ في الأولى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ﴾، وفي الثانية: ﴿قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ﴾ الآية، (٢٨) ويلي ركعتي الفجر: ركعتا المغرب، ويُسنُّ أن يقرأ فيهما بـ "الكافرون"

والتسبُّب في اقتداء من في البيت بتلك الصلاة، بخلاف الفريضة: ففيها مشاركة الناس فيها، وهي مظهر من مظاهر الإسلام.

(٢٧) مسألة: آكد السنن الرواتب: ركعتا الفجر، وهما يُفعلان في الحضر والسفر، وكذا: الوتر مثلهما، أما السنن الرواتب الأخرى فتُستحب في الحضر فقط، ويخيَّر في فعلها في السفر، ويُستحب تخفيف ركعتي سنة الفجر، والاضطجاع بعد الفراغ منهما على الشقِّ الأيمن؛ لقاعدتين: الأولى: السنة القولية؛ حيث قال : "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" وهذا يُبيِّن تأكيدها على غيرها على الإطلاق، الثانية: السنة الفعلية؛ حيث كان لا يترك سنة الفجر والوتر في حضر ولا سفر، وكان يحرص على ركعتي سنة الفجر، وكان: يخففهما ويضطجع بعدهما - كما روت عائشة ذلك - فإن قلتَ: لمَ شرع هذا؟ قلتُ: لأن وقت ركعتي الفجر أفضل الأوقات؛ حيث إنه وقت مشهود، ويُخفِّف فيهما؛ ويضطجع بعدهما: للتهيئة وأخذ بعض الراحة قبل البدء بصلاة الفجر التي يُشرع فيها القراءة من طوال المفصَّل وكونه يضطجع على الأيمن؛ لكونه أكثر راحة في التَّنفس من الشق الأيسر؛ لوجود القلب في جهته.

(٢٨) مسألة: يُستحب أن يقرأ في الركعة الأولى من ركعتي سنة الفجر بسورة "الكافرون" ويقرأ في الثانية منها بسورة: "الإخلاص" بعد الفاتحة، وإن شاء يقرأ في الأولى بقوله تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ … ﴾ [البقرة: ١٢٦]، ويقرأ في=

<<  <  ج: ص:  >  >>