للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرائض وهي: عشر ركعات: (ركعتان قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر)؛ لقول ابن عمر : "حفظتُ من رسول الله عشر ركعات: ركعتين قبل المظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل الصبح، كانت ساعة لا يدخل على النبي فيها أحد، حدَّثتني حفصة: أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر: صلى ركعتين" متفق عليه (٢٦) (وهما) أي: ركعتا الفجر (آكدها) أي: أفضل

(٢٦) مسألة: السنن الرواتب أفضل السنن - بعد صلاة الوتر - وهي: عشر ركعات: ركعتان قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر؛ ويُستحب أن تكون هذه السنن في البيت وكذا: السنن المطلقة؛ لقاعدتين: الأولى: السنة القولية؛ حيث قال : "عليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" فإنه أثبت أن المستحب في النوافل أن تكون في البيوت، ونفى ذلك في الفرائض؛ لأن الاستثناء من الإثبات نفي، وإذا استثنينا المكتوبة: لم يبق إلا السنن والنوافل، وهي عامة للسنن الرواتب المقيدة، والسنن المطلقة، الثانية: السنة الفعلية؛ حيث إنه قد صلَّى السنن الرواتب العشر في بيته - كما رواه ابن عمر فإن قلتَ: لمَ استُحبَّت تلك الركعات؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إنه يحصل فيها سدُّ الخلل والنقص الذي يمكن حصوله في الفرائض، فيكمل أجر العبد، وفيها زيادة شكر الله تعالى على نعم حصلت في أوقات الصلوات - كما سبق بيانه - فإن قلتَ: لمَ لم يكن لصلاة العصر راتبة؟ قلتُ: للنهي عن الصلاة بعد العصر، وللاكتفاء براتبة الظهر البعدية، فإن قلتَ: لمَ يُستحب أن تكون تلك السنن في البيت؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن ذلك فيه كمال خشوع وإخلاص وفيه أيضًا إنزال الرحمة على أهل البيت، وابتعاد عن الرياء والعجب، وإبعاد للبيت عن المقبرة حيث قال : "لا تجعلوا بيوتكم مقابر" أي صلُّوا بها، ولا تجعلوها كالمقابر لا يُصلَّى بها، وفيه أيضًا التسبُّب في خروج الشيطان من البيت، =

<<  <  ج: ص:  >  >>