ومحصّل ما أُجيبَ به الباجي عن ظاهر حديث البراء: أنّ القصة واحدة، والكاتب فيها كان عليّ بن أبي طالب، وقد وقع في رواية أخرى للبخاري (١) من حديث البراء أيضا بلفظ: لما صالح النبي - صلى الله عليه وسلم - أهلَ الحديبية، كتب عليّ بينهم كتابًا، فكتب:"محمّد رسول الله ... ". فتحمَل الروايةُ الأولى على أن معنى قولِه:(فكتب) أي فأمر الكاتبَ، ويدل عليه رواية المسور في "الصحيح"(٢) أيضًا في هذه القصة ففيها: "والله إنِّي لرسول الله، وإن كَذَّبْتمُونِي، اكْتُبْ: مُحمّد بن عبد الله".
وقد ورد في كثير من الأحاديث في "الصحيح" وغيره إطلاقُ لفظ: (كتب) بمعنى (أمر)، منها:
[٤٦٣٤]- حديث ابن عباس: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى قيصر (٣).
[٤٦٣٥]- وحديث: كتب إلى النجاشي (٤).
[٤٦٣٦]- وحديث: كتب إلى كسرى (٥).
[٤٦٣٧]- وحديث عبد الله بن عكيم: كتب إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...
(١) صحيح البخاري (رقم ٢٦٩٨). (٢) صحيح البخاري (رقم ٢٧٣١، ٢٧٣٢). (٣) صحيح البخاري (رقم ٢٩٤٠)، ومسند الإِمام أحمد (١/ ٢٦٢). (٤) صحيح مسلم (رقم ١٧٧٤) من حديث أنس بلفظ: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى كسرى، وإلى قيصر، وإلى النجاشي .... ". (٥) انظر السابق. ومن حديث ابن عباس في صحيح البخاري (رقم ٢٩٣٩) ومسند الإِمام أحمد (١/ ٢٤٣) بلفظ: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بكتابه إلى كسرى ... ".