(اللَّهم إني أعوذ بك من يوم السوء) بضم السين المهملة وفتحها ضد الحسن من قولهم رجل سوء وأريد به اليوم الذي يأتي ما تكرهه النفوس من أيام الدنيا والآخرة ويحتمل أن يخص به يوم الحشر لأنه يأتي بأعظم الشدائد (و) مثله (ليلة السوء ومن ساعة السوء ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقامة)[١/ ٤٣٥] تقدم الكلام على دار المقامة قريبًا وهو بالضم للميم المصدر وبالفتح المنزل والمكان (طب عن عقبة بن عامر) ورجاله ثقات وسكت عليه المصنف (١).
١٥١٥ - "اللَّهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك (م ٤ عن عائشة) "(صح).
(اللَّهم إني أعوذ برضاك من سخطك) بصفة الرضا من صفة الغضب أي ألتجئ إلى هذه من هذه (وبمعافاتك) ألتجئ إليها (من عقوبتك) ولما كان تعالى لا ضد له يعادله ولا يعيذ منه تعالى أحد قال (وأعوذ بك منك) ألتجئ إليك خوفا منك ثم رأيت في المرقاة للخطابي (٢) معنى ما قلناه قال: فلما صار إلى ما لا ضد له وهو الله سبحانه استعاذ به منه لا غير ومعنى ذلك الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه ثم نزه الذات المقدسة بالاعتراف بأنه لا يحصى الثناء عليه يريد بقوله (لا أحصي ثناء عليك) قال في النهاية (٣): لا أحصي
(١) أخرجه الطبراني (٨١٠). قال الهيثمي (١٠/ ١٤٤): رجاله رجال الصحيح غير بشر بن ثابت، وهو ثقة. وأخرجه أيضًا: الديلمى (١٨٧٣). وحسنه الألباني في ضعيف الجامع (١٢٩٩)، وصححه في الصحيحة (١٤٤٣). (٢) أظنه وهم من المؤلف؛ لأنّ المرقاة للسيوطي وليس للخطابي، وقد استفاد المؤلف كثيرًا من مرقاة الصعود للسيوطي والله أعلم. (٣) النهاية (١/ ٣٩٧).