(ونسكي) عبادتي عام بعد خاص وقيل: أراد به ذبحي وقرن بين الصلاة والذبح كما في قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}[الكوثر: ٢] وقيل: صلاتي وحجي (ومحياي ومماتي) أي ما آتيه في مدة حياتي وأموت عليه من الإيمان والعمل الصالح أفاده في الكشاف، (وإليك مآبي) مرجعي من باب وإليه المصير وفيه الإقرار بالبعث (ولك رب تراثي) أصله وراث أبدلت الواو تاء مالي الذي أخلفه فإنه لله تعالى وهو الذي يصرف فيه [١/ ٤٣٠] فعينه لمن أراده من الورثة أو المراد: لك تراثي لأنك ترث الأرض ومن عليها من قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}[مريم: ٤٠] وفي الآية تفسيران أي لا يبقى لأحد عليهما ولا عليهم ملك أو يتوفى الأرض ومن عليها من الإفناء والإهلاك توفي الوارث لإرثه (اللَّهم إني أعوذ بك من عذاب القبر) تقدم الكلام عليه مرارًا (ووسوسة الصدر) ما يلقيه إليه الشيطان من الوساوس الباطلة وإبعاد الفقر والمخافة (وشتات) تفرق (الأمر) أمر نفسه فإنه لا يلتئم له حال فيذهب ساعاته في المحال أو أمر الأمة من اختلافها وتفرقها ومصيرها شيعًا (اللَّهم إني أسألك من خير ما تجيء به الرياح) جمع ريح وتجمع على أرواح لأنّ أصلها الواو وجاء بصيغة الجمع عند سؤال خيرها كما كان يقول في دعائه إذا هاجت الرياح: "اللَّهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا"(١) وذلك لأنّ العرب تقول أنها لا تلقح الأشجار إلا من الرياح المختلفة وجاء بالمفرد في قوله (وأعوذ بك من شر ما تجيء به الريح) لأنها لا تأتي إلا بالعذاب كما قال تعالى: {الرِّيحَ الْعَقِيمَ}[الذاريات: ٤١] التي لا تنتج خيرًا (ت هب عن علي) قال
(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٢١٣ رقم ١١٥٣٣)، وأبو يعلى في مسنده (٢٤٥٦)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٤٤٦١)، والضعيفة (٤٢١٧)، وقال: ضعيف جدًا.