تفسير الكل (وبك خاصمت) بسبب الإيمان بك جادلت الكفار والمنافقين أو بقدرتك التي أقدرتني بها (اللَّهم إني أعوذ بعزتك) ألتجأ بصفة العزة التي لك فإن من التجأ إلى ذي العزة نجا (لا إله إلا أنت أن تضلني) وهو المستعاذ منه وجملة التوحيد اعتراضية والضلال ضد الاهتداء استعاذة من أسباب الإضلال من قسوة القلب بالمعاصي فتعسر الطاعة عليه وتسهل عليه المعصية كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}[المائدة: ١٣]{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ}[الأنعام: ٢٥] ونحوها وهذا أقرب ما يحمل عليه الإضلال أينما ورد مسندًا إليه تعالى وللمعتزلة فيه وفي نظائره تأويلات وتكلفات وللأشعرية شيء من ذلك تبعًا للمذهب (أنت الحي الذي لا تموت) تمسك بصفة الحياة الدائمة التي لا يشاركه فيها أحد بأن تحيي القلب عن إماتته بالإضلال (والجن والإنس يموتون) خصهما لأنهما أعظم ما يعرفه العباد وإلا فكل حيوان يموت (م عن ابن عباس) وأخرجه غيره (١).
١٤٩٧ - "اللَّهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول: اللَّهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك ربِّ تراثي، اللَّهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللَّهم إني أسألك من خير ما تجيء به الرياح وأعوذ بك من شر ما تجيء به الريح (ت هب) عن علي".
(اللَّهم لك الحمد) مختص بك كما نقول نحن معاشر الخلائق أي لك الحمد حمدا يشبه حمد الخلائق أجمعين كما يقتضيه المقام (وخيرًا مما نقول) معاشر العباد وهو حمد الله نفسه المشار إليه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"(اللَّهم لك صلاتي) أي لأجل امتثال أمرك وطاعتك