استأثر الله به (الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت) عام في استجلاب المحبوب واستدفاع المكروه (وإذا سئلت به أعطيت) خاص في الأول ويحتمل أنه لهما فدفع المكروه عطية (وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت) طلب منك الفرج متوسل به (فرّجت) كربته وهذا توسل إليه باسمه الأعظم لديه ولم يذكر المتوسل إليه والمراد ثم يدعو بما شاء (٥ عن عائشة) وبوب عليه باب اسم الله الأعظم (١).
١٤٩٣ - "اللَّهم من آمن بي وصدقني وشهد أن ما جئت به الحق فأقل ماله وولده وعجل قبضه، اللَّهم ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم أن ما جئت به الحق فأكثر ماله وولده وأطل عمره (٥ عن عمر بن غيلان الثقفي طب عن معاذ) ".
(اللَّهم من آمن بي وصدقني) عطف تفسيري فإن الإيمان به تصديقه كما أن قوله (وعلم أنما جئت به هو الحق من عندك) قد شمله ذلك جملة (فأقلل ما لَه وولَده) لما كان كثرة المال والولد مطغاةً ملهاةً سأل الله تعالى أن يقلل مالَ من آمن به وولده لتقل فتنته في الدنيا ويتم توفره على ما فيه صلاح حاله (وحبب إليه لقاءك) فإن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه (وعجل له القضاء) الموت لأنّ طول الحياة مظنة الفتنة (ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم أنما جئت به الحق من عندك) لتعاميه وإعراضه عما دعاه الله إليه (فأكثر ماله وولده وأطل عمره) اخذله بهذه الأسباب واشغله عما ينفعه في المعاد وقد علل موسى -عليه السلام- ضلال فرعون بكثرة ما أعطاه الله من الزينة والأموال فقال:{رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ}[يونس: ٨٨] (٥ عن
(١) أخرجه ابن ماجه (٣٨٥٩). قال البوصيري (٤/ ١٤٦): هذا إسناد فيه مقال. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١١٩٣).