للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وضع الظاهر موضع الضمير في عبدك ونبيك وهي لبيان المسئول أي أسألك خير ما سألتك عنه (وأعوذ بك من شر ما عاذ به) الباء في به سببيه أي ما طلب العوذ بك بسبب كراهته وليست صلة للاستعاذة لعدم مناسبته المقام كما لا يخفى (عبدك ونبيك) كذلك في الأمرين (اللَّهم إني أسألك الجنة) وأسألك فعل (ما قرب إليها من قول وعمل) ولم يذكر التروك لأنها داخلة تحت الأعمال وفي عطفه على سؤال الجنة إشارة إلى أنها لا تدخل إلا بعمل كما أن تقديم سؤال الجنة إشارة إلى أنها لا تدخل بمجرد العمل وقدمنا تحقيق ذلك (وأعوذ بك من النار وما قرب منها من قول أو عمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا) أي أعده وأراه خيرًا فأرضى به وإلا فإنه معلوم أن كل قضاء قضاه الله عز وجل فهو خير للعبد وإن كان شرًا في الظاهر، ويشهد له حديث: "عجبًا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيراً" (١) (٥ عن عائشة) ورواه أيضًا عنها أحمد وغيره (٢).

١٤٩٢ - "اللَّهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت (٥ عن عائشة) ".

(اللَّهم إني أسألك) متوسلًا إليك (باسمك الطاهر) من كل دنس (الطيب) لفظه ومعناه (المبارك) الزائد خيره على كل اسم وكل أسمائه تعالى لها الطهارة والطيب والبركة لكن بعضها أكمل في ذلك من بعض إما لكمال معناه أو لسر


(١) أخرجه مسلم (٢٩٩٩).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٣٨٤٦) قال البوصيرى (٤/ ١٤١): هذا إسناد فيه مقال. وأحمد (٦/ ٥٧)، وابن حبان (٨٦٩). وأخرجه أيضًا: ابن أبي شيبة (٢٩٣٤٥)، وأبو يعلى (٤٤٧٣). وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>