الدنس) بمهملة مفتوحة وسين مهملة الوسخ يقال تدنس الثوب إذا اتسخ (وباعد بيني وبين خطاياي) بمغفرتك أي باعد بيني وبين جزائها ويحتمل حل بيني وبين مواقعة الذنوب بألطافك حتى لا أقربها (كما باعدت بين المشرق والمغرب) أي لا يبقى لها اتصال بي كما لا يتصل المشرق بالمغرب (ق ت ن ٥ عن عائشة)(١)(صح).
١٤٩١ - "اللَّهم إنى أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم اللَّهم إنى أسألك من الخير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك اللَّهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا (٥ عن عائشة) ".
(اللَّهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله) بدل من الخير بعد تأكيده (ما علمت منه وما لم أعلم) تأكيد بعد تأكيد (وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم) هو أجمع حديث في سؤال الخير والاستعاذة من الشر فهو من جوامع الكلم (اللَّهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك) الإضافة للعهد والمراد به محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وهذا تخصيص بعد التعميم وكلمة "من" لبيان المسئول وأنه من الخير الذي سأله - صلى الله عليه وسلم - ولو حذفت [١/ ٤٢٧] لأفاد إنه طلب أفضل مما طلبه - صلى الله عليه وسلم - وليس بمراد أو تبعيضية إشارة إلى أنه لا يحسن من العبد أن يسأل مثل ما سأله - صلى الله عليه وسلم - وأنه من الاعتداء المنهي عنه إذا كان الدعاء تعليما للغير كما هو المتبادر من العبارة وأما إذا كان من أدعيته - صلى الله عليه وسلم - لنفسه وأنه
(١) أخرجه البخارى (٦٠٠٧) ومسلم (٥٨٩) وأبو داود (٨٨٠)، والترمذي (٣٤٩٥) وقال: حسن صحيح. والنسائي (٥٤٦٦)، وابن ماجه (٣٨٣٨).