بالمخفقة، فقال:"عجلت عليّ قبل أن تنظرني، فإن كنت مظلوماً رددت إلي حقي، وإن كنت ظالماً رددتني"١، فأخذ عمر طرف ثوبه، وأعطاه المخفقة، وقال له:"اقتص"، قال:"ما أنا بفاعل"، فقال:"والله لتفعلن كما فعل المنصف من حقه"، قال:"فإني أغفرها"، فأقبل عمر على الرجل، فقال:"أنصف من نفسي أصلح من أن ينتصف مني، وأنا كاره"، فلو كنت في الأراك لسمعت حنين عمر - يعني: بكاءه"٢.
قوله: "ربدتها: يعني: حبستها٣، ٤.
وعن سالم بن عبد الله، قال:"نظر عمر رضي الله عنه إلى رجل أذنب ذنباً فتناوله بالدّرّة، فقال الرجل: "يا عمر إن كنت أحسنت فقد ظلمتني، وإن كنت أسأت فما علمتني". قال: "صدقت، فاستغفر الله لي٥ فاقتد من عمر، فقال الرجل:"أهبها لله وغفر الله لي ولك"٦.
قال ابن الجوزي أو ابن مرشد الذي اختصر سيرته والظاهر أنّه من كلام ابن الجوزي:"فإن قال قائل: كيف جاز لعمر أن يقول لمن ضربه: اقتص منّي، والقصاص لا يكون في الضرب بالعصا إجماعاً"٧. / [٧١ / ب] .
قال: "وأبلغ من هذا ما روى محمّد بن سعد من حديث الفضل
١ في الأصل: (ردتني) ، وهو تحريف. ٢ انظر: منظور: لسان العرب ١٣/١٢٩. ٣ انظر: ابن منظور: لسان العرب ٣/١٧٠. ٤ ابن الجوزي: مناقب ص١١٢، ١١٣، وهو ضعيف لإعضاله، ولضعف عاصم بن عبيد الله. ٥ في الأصل: (ذنوبك) ، وهو تحريف. ٦ ابن الجوزي: مناقب ص ١١٣. ٧ ابن الجوزي: مناقب ص ١١٣.