فالقرع بفتح القاف والراء: بثر أبيض يخرج بأولاد الإبل في رؤوسها وأجسادها فيسقط منه وبرها لفرط حرارته. ويقال منه: قرع الفصيل بكسر الراء، يقرع قرعا بفتحها، فهو قرع بكسرها. ودواؤه الملح وجباب ألبان الإبل - والجباب: شيء يعلو ألبان الإبل، كالزبد، وليس لألبانها زبد - فتهنأ بهما (٢)، فإذا لم يجدوا ملحا نتفوا أوبارها ونضحوا جلودها بالماء ثم جروها على السبخة، وهذا الفعل بها يقال له: التقريع، وهوفصيل مقرع، إذا فعل به ذلك (٣). ومنه قول الشاعر (٤)[١٣٢/ب]:
لدى كل أخدود يغادرن فارعا (٥) … يجر كما جر الفصيل المقرع
(١) والعامة تقول: "هو أحر من القرع" بإسكان الراء، على معنى القرع الذي يؤكل، وهو خطأ. الأمثال لأبي عبيد ٢٨٦، ولأبي عكرمة ٧٣، وأدب الكاتب ٣٨٣، وابن درستويه (٢١٤/ب)، والزمخشري ٤١٤، والجمهرة (قرع) ٢/ ٧٦٩. قال البكري: "وقال محمد بن حبيب: إنه هو الصحيح، ليس على معنى القرع الذي يؤكل، ولكن يراد به قرع الميسم بالنار" فصل المقال ٤٠٣. ورواه على هذا المعنى الجوهري في الصحاح (قرع) ٣/ ١٢٦٢. وينظر: إصلاح المنطق ٤٣، وجمهرة الأمثال ١/ ٣٢٠، والدرة الفاخرة ١/ ٣٤، ١٥٧، ومجمع الأمثال ١/ ٤٠٢، ٤٠٣، والمستقصى ١/ ٦٣. (٢) أي تطلى بالملح وجباب ألبان الإبل. (٣) ينظر: الإبل ١٢٢، ١٥٤، والغريب المصنف (١٦٦/أ)، وإصلاح المنطق ٤٣. (٤) هو أوس بن حجر، والبيت في ديوانه ٥٩. (٥) ش: "فارسا"، وهي رواية، وفي الديوان: "دارعا".