بعض العرب (١)، فقالوا: جدد [٩٩/أ] وسرر بفتح الدال والراء، استثقالا للضمة (٢)، وليس هذا بالجيد، لاشتباهه بغيره وإلباسه به، لأن الجدد بفتح الدال، جمع جدة، وهي الطريقة التي تخالف لون معظم الشيء. ومنه قوله تعالى:{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْر}(٣)، أي طرائق تخالف لون الجبال. والسرر بفتح الراء: جمع سرة، فجعلت العرب ختلاف الحركات في أوائل الكلم وأوساطها دليلا على اختلاف معانيها، ولولا ذلك لالتبس بعضها ببعض.
(وهو الفلفل)(٤): لهذا الحب المعروف من الأبازير (٥)، والواحدة
(١) تكلم بها الضبيون، وبعض كلب. ينظر: البارع ٥٧٢، والبحر المحيط ٩/ ١٠٠، ١٠/ ٧٩، والدر المصون ٩/ ٣٠٣، ١٠/ ١٩٨. (٢) قال أبو العباس المبرد في الكامل ١/ ٢٥٥: "فما كان من المضاعف جاز فيه خاصة أن تبدل من ضمته فتحه، لأن التضعيف مستثقل، والفتحة أخف من الضمة، فيجوز أن يمال إليها استخفافا، فيقال: جدد وسرر، ولا يجوز هذا في مثل قضيب، لأنه ليس بمضاعف، وقد قرأ بعض القراء {عَلَى سُرَرٍ مَوْضُونَةٍ} سورة الواقعة ١٥، وينظر: الاقتضاب ٢/ ٢١٠، والدر المصون ١٠/ ١٩٨، والصحاح (سرر) ٢/ ٦٨٢. (٣) سورة فاطر ٢٧، وينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٣٦١. (٤) والعامة تقول: "الفلفل" بكسر الفاءين. إصلاح المنطق ١٦٦، وأدب الكاتب ٣٩٥، وتقويم اللسان ١٤٤، وليس بلحن، ولكن الضم أكثر وأعرف وأفصح في: ابن درستويه (١٦٧/أ)، وتثقيف اللسان ٢٧٦، وتصحيح التصحيف ٤٠٨، والمدخل إلى تقويم اللسان ١٠٩. والعامة لا تزال إلى اليوم تقوله بالكسر. (٥) ش: "الأبزار" وهو نبات هندي، ولا ينبت بأرض العرب، شجره مثل شجر الرمان سواء، وثمره شبيه باللوبيا في جوفها حب صغار، إذا نضج اسود. ينظر: الجامع لابن البيطار ٢/ ٢٢٧، واللسان ١١/ ٥٣٢، والقاموس ١٣٤٩ (فلفل).