حتى تضلل رأيه وتدبيره، فتوقعه فيما يكره. قال: والعشوة مشتقة من قولهم: يعشو إلى كذا وكذا، أي يسير وهو في ظلمة العشاء إلى نار أو ضوء على غير بيان، وبغير دليل. أي تركتني أطأ العشوة (١). وقال الجبان: أي غررتني حتى اغتررت، والعشوة: نار، أي جعلتني أطأ النار فلا أحس بها. والجمع عشوات وعشي (٢).
(وهي الحدأة)(٣) مهموزة، مكسورة الحاء [٨٤/ب]، (وجمعها حدأ)(٤)، مهموز مقصور على مثال عنبة وعنب: وهي طائر معروف، من الطير الجوارح (٥)، ولا تصيد إلا الجرذان ونحوها، تأكل الجيف وما
(١) ابن درستويه (١٤٤/ب - ١٤٥/أ). وقوله: "أي تركتني أطأ العشوة" تفسير لكلام قبله في هذا المصدر، قال: "فمعنى أوطأته عشوة: أي تركته يطأ العشوة". (٢) الجبان ٢٢١، ٢٢٢، بتصرف يسير. (٣) والعامة تقول: "الحدا" بفتح الحاء وتسهيل الهمز. ابن درستويه (١٤٥/أ)، أو "الحدا" بالفتح. الزمخشري ٢٩٤. والفتح لغة في التهذيب (حدأ) ٥/ ١٨٧. وينظر: إصلاح المنطق ١٤٧، وأدب الكاتب ٣٢٢، والصحاح (حدأ) ١/ ٤٣. (٤) وحداء، وحدآن، والأولى نادرة. المحكم (حدأ) ٣/ ٣١١. وفي لحن العامة ١٥٤: "ويقولون لجمع الحدأة: أحدية، والصواب حدأ". وفي التهذيب ٥/ ١٨٨: "وقال أبو حاتم: أهل الحجاز يخطئون فيقولون لهذا الطائر: الحديا، وهو خطأ، ويجمعونه الحدادي، وهو خطأ". قلت: ما يزال هذا النطق الحجازي مستعملا إلى يومنا هذا في بعض مناطق السراة. وبعضهم يقلب الدال الأولى في الجمع نونا فيقول: "الحنادي". (٥) قوله: "من الطير الجوارح" ساقط من ش.