(وأهديت) بالألف أيضا، (إلى البيت الحرام هديا [٣٥/أ] وهديا): أي أرسلت، فأنا أهدي إهداء، فالهدي على فعل مثل ظبي، والهدي على فعيل مثل صبي بمعنى واحد (١)، وهما اسمان لما أرسل إلى بيت الله الحرام، من الإبل والغنم ونحو ذلك مما ينحر ويذبح بمنى، ويتصدق بلحومها.
(وهديت القوم الطريق) بغير ألف أيضا، أهديهم (هداية)، فأنا هاد، وهم مهديون: أي عرفتهم إياه ودللتهم عليه، وهذه لغة أهل
(١) في تفسير القرطبي ٢/ ٢٥٢: "قال الفراء أهل الحجاز وبنو أسد يخففون الهدي، قال: وتميم وسفلى قيس يثقلون فيقولون: هدي .... قال: وواحد الهدي هدية، ويقال في جمع الهدي أهداء". وذكر ثعلب نحو هذا في مجالسه ٢/ ٥٧٨ وأنه قرئ بالوجهين قوله تعالى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} سورة البقرة ١٩٦. وينظر: الحجة لأبي علي ١/ ١٨٧، وشواذ القرآن ١٩ ن والنهاية ٥/ ٢٥٤، والبحر المحيط ٢/ ٢٣٣ والمزهر ٢/ ٢٧٧، والعين ٤/ ٧٧، والتهذيب ٦/ ٣٨٢، والصحاح ٦/ ٢٥٣٣ (هدى). (٢) وكذلك يقال للأسير: هدي، فعيل بمعنى مفعول. المحكم (هدى) ٤/ ٢٧٠. (٣) ديوانه ٦٥. قال شارحه ثعلب: "هم النساء اللاتي يختبئن في الخدور، فينبغي أن يزوجن إذا". ويعني آل حصن في قوله في بيت سابق: وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء