(وشممت)(١) الشيء أشمه شما وشميما، فأنا شام، وهو مشموم: أي استنشقت رائحته بأنفي، لأعلم طيبه من نتنه. وقال الراجز (٢):
شممتهت فكرهت شميمي
(وعضضت)(٣) الشيء أعضه عضا وعضيضا، وهو معروف المعنى، مثل كدمت سواء: إذا قبضت عليه بأسنانك، أو حاولت قطعه بها، فربما بان من الشيء كاللقمة وأشباهها من الأشياء اللينة الرخوة [١٤/ب]، وربما لم يبن كالأشياء الصلبة، لكنه قد يؤثر في بعضها، فأنا عاض، والشيء معضوض. ومنه قوله تعالى:{عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظ}(٤)، وقال:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْه}(٥).
(١) ما تلحن فيه العامة ١٠٦، وتقويم اللسان ١١١، وتثقيف اللسان ٢٨٢، وتصحيح ا لتصحيف ٣٤١، وفي إصلاح المنطق ٢١١ ك "وشممت أشم لغة". وينظر: أدب الكاتب ٤٨١، والأفعال للسرقسطي ٢/ ٣٣١، ولابن القطاع ٢/ ٢١٠، والصحاح ٥/ ١٩٦١، واللسان ١٢/ ٣٢٥، والمصباح ١٢٣ (شمم). (٢) لم أهتد إليه. (٣) ما تحلن فيه العامة ١٠٧، وابن درستويه ١٥٢، وفي الصحاح (عضض) ٣/ ١٠٩١ عن ابن السكيت: "وقال أبو عبيدة: عضضت بالفتح، لغة في الرباب" قلت: هذا تصحيف نبه عليه ابن بري في اللسان (عضض) ٧/ ١٨٨، لأن الذي حكاه ابن السكيت عن أبي عبيدة: "غصصت لغة في الرباب" بالصاد ا لمهملة، لا بالضاد المعجمة. ينظر: إصلاح المنطق ٢١١، وأما "عضضت" بالفتح، فذكرها سيبويه ٤/ ١٠٦، وابن القطاع في الأفعال ٢/ ٣٨٧، وصاحب المصباح ١٥٨، والقاموس ٨٣٥ (عضض). (٤) سورة آل عمران ١١٩. (٥) سورة الفرقان ٢٧.