٣ - الاستشهاد على اللغات، وذلك كقوله:"وهديت القوم الطريق .... أي عرفتهم إياه ودللتهم عليه، وهذه لغة أهل الحجاز، ومنه قوله تعالى:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، وغيرهم يقول: هديتهم إلى الطريق فيعديه بحرف الجر، ومنه قوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(٢). وقوله أيضا: "وأمليت الكتاب أمليه إملاء بالمد، وأمللت أمل إملالا لغتان جيدتان جاء بهما القرآن وهما بمعنى واحد .... وقال الله تعالى:{اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} فهذا من أمليت، وقال عز وجل:{وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْل} فهذا من أمللت" (٣).
٤ - الاستشهاد على مسائل نحوية وصرفية ولغوية، كقوله: "وثلاث: وهو لعدد مؤنث: فلأجل ذلك حذف منه الهاء، وعدد المؤنث تحذف منه الهاء، من ثلاث إلى عشر، وعدد المذكر تثبت فيه للفرق بينهما، كقوله تعالى:{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوما}(٤).
وقوله: "فمن حرف من حروف الجر، وهو هاهنا لبيان الجنس ....