١٦ - بالرغم من نزوعه إلى الاستطراد كما ذكرت ومثلت، إلا أنه كان - مع ذلك - حريصا على الإيجاز والاختصار ما أمكن، لأن الإطالة - كما يعلل - تخرج بالكتاب عن منهجه الذي رسمه لنفسه في المقدمة، وهو "الإيجاز الاقتصار في التفسير". وقد التزم بهذا المنهج وظل يؤكد عليه مرارا في ثنايا الشرح، فمن ذلك قوله:" .... وفيه أقوال أخر غير هذا، تركت ذكرها هنا خوف الإطالة، وقد ذكرتها في الكتاب المنمق"(١).
وقوله:" … وفي هذه الأشياء اختلاف بين أهل اللغة تركت ذكرها خوف الإطالة"(٢).
وقوله:" … والقصد في هذا الكتاب الإيجاز والاقتصار، لكني نبهتك هاهنا على موضع السهو لتعلمه، وقد بينت ذلك في "الشرح"، وأنت تراه فيه - إن شاء الله - "(٣).
وقوله:" .... وقد استقصيت ذكر هذه الفصول وأبنت اشتقاقها وأصلها في "شرح الكتاب" ولا يحسن ذكرها هاهنا لما شرطته من اقتصار التفسير في هذا الكتاب"(٤).
١٧ - عرض من خلال هذا الشرح لعدد من المسائل اللغوية والصرفية والنحوية، سأتحدث - بالتفصيل - عن طريقته في عرضها