وخرج مسلم من حديث جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن قومًا يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات (٢) وجوههم حتى يدخلوا الجنة (٣).
وخرج أيضًا .. عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم -أو قال بخطاياهم- فأماتهم الله إماتة حتى إذا كانوا فحمًا أذن في الشفاعة فجيء بهم ضَبائِر (٤) ضبائِر فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل لأهل الجنة: أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحِبَّة في حَمِيل السيل" (٥) ... (٦).
وقال رحمه الله تعالى عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: "حلت له شفاعتي" (٧) معناه
(١) صحيح البخاري: كتاب الرقاق (٧/ ٢٠٢) وصحيح مسلم: كتاب الإيمان (١/ ١٦٥). (٢) دارات: جمع دارة وهي ما يحيط بالوجه من جوانبه، ومعناه أن النار لا تأكل دارة الوجه لكونه محل السجود. النهاية لابن الأثير (٢/ ١٣٩). (٣) صحيح مسلم: كتاب الإيمان (١/ ١٧٨). (٤) ضبائر: جمع ضبارة بفتح الضاد وكسرها، أشهرها الكسر، ومعنى ضبائر جماعات متفرقة. النهاية لابن الأثير (٣/ ٧١). (٥) صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار (١/ ١٧٢، ١٧٣). (٦) التخويف من النار (ص ٢٠٧، ٢٠٨). (٧) هذا جزء من حديث فضل إجابة المؤذن أخرجه البخاري: كتاب الآذان (١/ ١٥٢) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه. ومسلم: كتاب الصلاة (١/ ٢٨٨) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.