عائشة رضي الله عنها:"تزوّجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال وبنى بي في شوال، فأيّ نسائه كان أحظى عنده مني"(١) ... " (٢).
فنخلص من هذا كلّه أن الطيرة شرك تنافي كمال التوحيد، وقد يكون التطيّر منافيًا للتوحيد بالكلية إذا اعتقد أنه هو الذي يجلب إليه النفع أو يدفع عنه الضرّ، والله أعلم.
٣ - الجمع بين قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عدوى" وقوله: "فرّ من المجذوم فرارك من الأسد" وقوله: "لا يورد ممرض على مصح"
أشكل على العلماء قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عدوى ولا طيرة" (٣)، مع قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وفر من المجذوم فرارك من الأسد" (٤)، وقوله: "لا يورد ممرض على مصح" (٥)، ونهيه - صلى الله عليه وسلم - عن الدخول إلى أرض الطاعون أو الخروج منها (٦)، وقد أجابوا عن ذلك بأجوبة كثيرة:
١ - فطائفة منهم ردّت حديث أبي هريرة: "لا عدوى"، وقالوا: إن أبا هريرة رضي الله عنه رجع عن ذلك، والأحاديث الدالّة على الاجتناب أكثر، فالمصير إليها أولى.
(١) أخرجه مسلم: كتاب النكاح -باب استحباب التزوّج والتزويج في شوال (٢/ ١٠٣٩). (٢) لطائف المعارف (ص ٧٤، ٧٥). (٣) أخرجه البخاري: كتاب الطب -باب لا صفر (٧/ ١٩)، ومسلم: كتاب السلام - باب لا عدوى ولا طيرة (٤/ ١٧٤٣). (٤) أخرجه البخاري: كتاب الطب - باب الجذام (٧/ ١٧). (٥) أخرجه البخاري: كتاب الطب - باب الجذام (٧/ ١٧)، ومسلم: كتاب السلام - باب لا عدوى ولا طيرة (٤/ ١٧٤٣). (٦) سبق إيراد هذا الحديث وتخريجه (ص ٣٤٩).