وخرّج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث عبادة بن الصامت، قال:"إن أول ما خلق الله القلم، ثم قال: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة"(١).
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة"(٢).
وخرّج الإمام أحمد والترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن عمرو قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده كتابان، فقال:"أتدرون ما هذان الكتابان"؟ فقلنا: لا يا رسول الله، إلّا أن تخبرنا، فقال للّذي في يده اليمنى:"هذا كتاب من ربّ العالمين فيه أسماء أهل الجنّة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا"، ثم قال للّذي في شماله:"هذا كتاب ربّ العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على أخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا"، فقال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمره قد فرغ منه؟ فقال:"سدّدوا وقاربوا فإن صاحب الجنّة يختم له بعمل أهل الجنّة وإن عمل أيّ عمل، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أيّ عمل"، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيديه فنبذهما، ثم قال:"فرغ ربكم من العباد، فريق في الجنّة، وفريق في السعير"(٣).
(١) أخرجه أحمد (٥/ ٣١٧). وأبو داود: كتاب السنة - باب في القدر (٥/ ٧٦)، والترمذي: كتاب القدر (٤/ ٤٥٨). (٢) أخرجه مسلم: كتاب القدر - باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (٤/ ٢٠٤٤). (٣) أخرجه أحمد (٢/ ١٦٧)، والترمذي: كتاب القدر (٤/ ٤٤٩) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف (٦/ ٢٤٣).