ثُمَّ قال عَبْدُ اللهِ: يا أبا سَاسَان، دَعْنا من هذا، هل تَقْرأ من القُرْآن شيئًا؟ قال: إنِّي لأقرأ منه الكَثِيْر الطَّيِّبَ: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا}(٢)، فاغْتَاظَ عَبْدُ اللهِ، وقال: لقد بَلَغَني أنَّ امْرأتكَ زُفَّت إليك وهي حَامِلٌ، فقال الحُضَيْن: يكون ماذا! تَلدُ غُلامًا فيقال: فُلَان ابن الحُضَيْن كما قيل: عَبْد الله ابن مُسْلم، فقال له قُتَيْبَة: أُكْفُف لعَنَكَ اللهُ، فأنْتَ عرَّضْتَ نَفْسَكَ لهذا.
وأنْبَأنَا ابن طَبرْزَد، قال: أخْبَرَنا أبو غَالِب بن البَنَّاء، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن أحْمَد بن مُحَمّد الآبِنُوسِيّ، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الله بن مُحَمَّد بن سَعيد بن محُارِب بن عَمْرو الأنْصَاريّ الإصْطَخْرِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى زَكَرِيَّاء بن يَحْيَى السَّاجِيّ بالبَصْرَة، قال: حَدَّثَنَا أبو عَامِر حَمْزَةُ بن عليّ الصَّنْعانيّ، عن أبي حَاتِم، عن أبي عُبَيْدَة، عن يُونُس، قال: وَفَدَ الحُضَيْن بن المُنْذِر إلى بَعْضِ الخُلَفَاء، فكأنَّ الآذنَ أبْطأ في الإذْنِ، فسَبَقه القَوْمُ لتَباطئهِ، فقال له الخَلِيفَة: ما لكَ يا أبا سَاسَان، تَدْخُل عليَّ في آخر النَّاسِ؟ فقال:[من الطويل]