واخْتَصَر القَول جِدًّا في آيَة "يونس" حَيث قال: يَعْنِي: إنَّ الغَلَبة لله جَمِيعًا (٢).
وبيّن في تَفسير آية "فاطر" أنَّ العِزَّة هي الْمَنَعَة.
وقال: وقَوله: (فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) قال الفَرَّاء: مَعْنَى الآيَة: مَنْ كَان يُرِيد أن يَعْلَم لِمَنْ العِزَّة (فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا).
وقال قتادة: مَعْنَاه: مَنْ كان يُرِيد العِزَّة فَلْيَتَعَزَّز بِطَاعَةِ الله.
قال أهل النحو: هذا مِثْل مَا يَقُول الإنْسَان: مَنْ كان يُرِيد الْمَال فَالْمَال لِفُلان، أي لِيطْلُب الْمَال عِند فُلان، كَذلك مَعْنَى قوله:(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) أي: فَلْيَطْلُب العِزَّة مِنْ عِنده.
وقال بعض أهْل التَّفْسِير: كان أهل الْجَاهِلِيَّة يَعْبُدُون الأصْنَام، ويَتَقَرَّبُون بِذلك إلى الله تعالى، ويَطْلُبون العِزّ مِنْ عِند الأصْنَام. قال الله تعالى:(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا)[مريم: ٨١]، فأنْزل الله تَعالى هَذه الآيَة، وأمَرَهم أن يَطْلُبُوا العِزّ مِنْ الله لا مِنْ الأصْنَام (٣).
وقال في قوله تعالى:(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ): أي الغَلَبة والْمَنَعَة والقوة، والعِزَّة لله لِعِزَّةٍ في ذَاته، والعِزَّة لِرَسُوله وللمُؤمِنين بِمَا أعْطَاهم الله تعالى مِنْ الغَلَبَة والْمَنَعَة والقُوَّة.