للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وما أخرجه أبو داود في «سننه» عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما-: «كل عبادة لا يتعبّدها أصحابُ رسول الله ... - صلى الله عليه وسلم - فلا تعبَّدوها، فإنَّ الأول لم يدع للآخر مقالاً، فاتَّقوا الله يا معشر القُرَّاء! وخذوا طريق من كان قبلكم» (١) ، وقد بيَّن ذلك الإمام المحدِّث (٢) الأُصوليُّ أبو إسحاق الشَّاطبي الغرناطي في كتابه «الاعتصام» (٣) في (الباب الثالث) من (الجزء الأول) ، فقال: «إنّ ذمَّ البدع والمحدثات عام لا يخص محدثة دون غيرها، وذلك من وجوه:


(١) أخرجه البخاري مختصراً (٧٢٨١) ، وابن المبارك في «الزهد» (رقم ٤٧) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤/ق١٥٥) -، وابن نصر في «السنة» (رقم ٨٩، ٩٠) ، وابن وضاح في «البدع» (رقم ١٠، ١١، ١٣) ، وابن بطة في «الإبانة» (١٩٦) ، والهروي في «ذم الكلام» (رقم ٤٧٣ - مكتبة الغرباء) ، وأبو نعيم في «الحلية» (١/٢٨٠) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٣/٤٤٦) ، وابن عبد البر في «الجامع» (رقم ١٨٠٩ - ط. دار ابن الجوزي) من طريقين عن حذيفة، وهو صحيح بهما.
وعزاه أبو شامة في «الباعث» (٧٠ - بتحقيقي) لـ «سنن أبي داود» ! وقلّده المؤلِّفان، ولم أجده فيه، ولم يعزه في «تحفة الأشراف» (٣/٥٥) إلا للبخاري بنحوه. والمراد بـ (القُرَّاء) : العلماء بالقرآن والسنة العُبّاد، وانظر «فتح الباري» (١٣/٢٥٧) .
(٢) الشاطبي إمام مُجَدِّد مُصْلح، كما بيّنته في تقديمي لـ «الاعتصام» و «الموافقات» له، ونشرتُ ست حلقات بعنوان (الإصلاح ومجالاته عند الشاطبي) في مجلتنا الغراء «الأصالة» (الأعداد ٢٨، ٢٩، ٣١-٣٤) ، وأما كونه محدثاً، فليس كذلك، تبرهن لي ذلك بيقين، انظر تعليقي على «الموافقات» (١/٧٦، ٧٨) ، و «الاعتصام» (١/١٧٩) .
(٣) (١/٢٤٢-٢٤٣ - بتحقيقي) .

<<  <   >  >>