فإذا طبق طالب العلم هذه المراتب فهو أهل لِنَيْل العِلم.
فأولًا: حُسن الإنصات، وهذا يُستفاد من قوله تعالى:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}[ق: ٣٧]، فليحرص طالب العلم جيدًا على أن يسمع قبل أن يتكلم.
وقالت عائشة رضي الله عنها:«نِعم النساءُ نِساءُ الأنصار؛ لم يَمنعهن الحياء أن يَتفقهن في الدِّين»(٣).
وقال مجاهد:«لا يتعلم العلمَ مُستحي ولا مستكبرٌ»(٤).
وكما جاء في الحديث:«شِفَاءُ العِيِّ السُّؤال»(٥).
ثالثًا: حُسن الفهم، ويستفاد من قوله تعالى:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}[ق: ٣٧]؛ فلا بد من حسن الفهم ومعرفة المسائل والأقوال والأدلة.
رابعًا: الحفظ والكتابة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «قَيِّدُوا
(١) «مفتاح دار السعادة» لابن القيم، بتصرف يسير (١/ ١٦٩). (٢) أخرجه الإمام أحمد في «فضائل الصحابة» (٢/ ٩٧٠). (٣) أخرجه البخاري (١/ ٣٨) تعليقًا، ومسلم موصولًا (٣٣٢). (٤) أخرجه البخاري (١/ ٣٨) تعليقًا. (٥) أخرجه أبو داود (٣٣٦) والدارمي (٧٧٩) وابن ماجه (٥٧٢) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في «صحيح ابن ماجه» (٤٦٤).