والتولي يوم الزحف من الكبائر، كما نص على ذلك حديث رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
وأمر الإسلام بالثبات في ميدان القتال:(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا)«٤» .
ودعا الإسلام الى الجهاد بالأموال والأنفس لإعلاء كلمة الله:(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)«٥» ، وقال تعالى:(انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا، وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)«٦» .
(١) - الآية الكريمة من آل عمران ٣: ٢٠٠. (٢) - الآية الكريمة من سورة البقرة ٣: ١٧٧. وقد وردت (صبر) ومشتقاتها في ثلاث آيات ومائة آية من آيات الذكر الحكيم، أنظر التفاصيل في المعجم المفهرس ٣٩٩- ٤٠١. (٣) - الآيتان الكريمتان من سورة الأنفال ٨: ١٥- ١٦. (٤) - الآية الكريمة من سورة الأنفال ٨: ٤٥. (٥) - الآية الكريمة من سورة الحجرات ٤٩: ٥١. (٦) - الآية الكريمة من سورة التوبة ٩: ٤١، أنظر تفسير هذه الآية في (الكشاف) للإمام الزمخشري، لتجد أن المسلمين سبقوا العالم الى مفهوم الحرب الشاملة التي تنص على: (إعداد الأمة بكل طاقاتها المادية والمعنوية للحرب) ، والتي زعم المشير لو دندروف بعد الحرب العالمية الأولى في كتابه: (الأمة في الحرب) ، بأنه أول من فكر في الحرب الشاملة، بينما أرسى الإسلام أسسها قبل أربعة عشر قرنا.